تغير المناخ الثقافي في جزائر فرنسا، كذلك بسبب الكفاح الشرس للإستقلال، و أيضا سياسات ما بعد الإستقلال.
تشكل مجتمع هجين، ثقافته المتنوعة، كادت تفجر المجتمع، لولا شعارات الوحدة الوطنية. السياسات الشعوبية التي سار عليها أتباع بومدين، خلقت عنفا داخليا كبيرا، التحديث قابله إرادة الدولة لإحياء التراث الإسلامي. كانت المدن الكبيرة، مسرح الصراعات بين الثقافات المختلفة، و حتى القرى و المداشر، اخذت قسطها من مختلف المد السياسي و الثقافي الذي مر عليها. كانت المناطق المعزولة فقط، في الجنوب، سليمة بين المد الحداثي العلماني، و الإسلامي الرجعي.
كما حدث في شمال افريقيا، شاهد جيل الإستقلال أفلام هوليوود المغرية، منزعجا من أنواع الثقافة التقليدية. سبب هذا ردة من علماء الدين، رافقه تطرف، ساعده أيضا عقلية الرئيس بن بلة الشعوبية الإسلامية.
من هنا، دخلت الدولة الهشة بدايات أزمتها، مع دستورها الضعيف، انفجرت الأوضاع خلال العشرية السوداء. قتل المثقفين أو الصحفيين من المتطرفين الإسلاميين، و رد عنف من العلمانيين، على مستوى الدولة، و الأمن.