أنا أنا الكلب نبّوح...وبهذا السرّ أبوح
31/08/2007 09:52:41
رامي لا يعرف كيف صرت صديقه... أنا الكلب "نبّوح". وأنا أحب صديقي رامي. دائمًا احرسه. أحافظ على أرضه. أمنع اللصوص من السرقة. الغرباء يخافون مني.
[img]
[/img]
أهل الحارة يحبونني. أغراضه في أمان. لا احد يقترب منها عندما أكون قربها. أريده أن يعرف كيف صرت صديقه.ذات مرة كان رامي في الشرفة مع أصدقائه. يلعبون. يأكلون البطيخ. يتحدثون عن العطلة. عن السباحة وعن الحر. كان الفصل صيفا وحارا جدا. كنت مسترخيا في ساحة الدار. أحاول أن أنام في الظل. وكان الأصدقاء فرحين .. يتضاحكون. كانت أمه تحضر لهم الشراب البارد اللذيذ مع الثلج. وكان أبوه يحضر كعكة شهية. كانت هذه هواية والده. و... فجأة... رأيتها . أطلت برأسها من خلف الدرجة. لونها اسود مخلوط بالأصفر. عرفت أنها خطيرة. بدأت تتلوى وتتمدد على الدرج. تحاول تسلق الدرجة الأعلى. كانت في طريقها إليهم. صارت مثل الحبل الطويل. امتدت بين درجتين. ظننت أنني احلم. كنت اشعر بالنعاس. كم ارغب بأن أغفو. أريد أن أنام قليلا. لكن عيني كانتا مفتوحتين. تراقبان الطريق. لكن هذا المنظر أزعجني. كانت تزحف ببطء. صارت تقترب منهم. إنها السامة ..الأفعى الخطيرة. انتفضت ... أنا الكلب نبوح الأمين. حان الوقت لأقوم بدوري.... نبحت بصوت عال: عو عو عو ... ضحك رامي وأصحابه علي. ازدادت عصبيتي. ارتفع نباحي. خفت أن تقترب الأفعى السامة منهم. وهم لم يلاحظوا وجودها. خفت عليهم. أنهم أصدقائي. اشتد نباحي. خفت أن تصلهم الأفعى السامة وتلدغهم. عو .. عو .. تواصل نباحي قلقا وتحذيرا . كانت الأفعى تقترب أكثر وأكثر . وصديقي رامي لا يفهم لغتي .. يجب أن أتصرف. يجب أن امنعها من الاقتراب منكم حتى لو عرضت نفسي للخطر. قفزت من فوقها بسرعة. كدت أدوس على رأسها. حاولت أن تلدغني. منعتها أن تقترب من رامي. أبعدتها عنه بقدمي. واصلت النباح. قفزتي الفجائية نبهتهم للخطر ..صرخ الأولاد برعب. والد رامي الذي كان في المطبخ أتى بسرعة. أمه أيضا حضرت. وأسرع إلينا الجيران أبو هاني وأم وائل وياسمين. لم يعرفوا ما الأمر. حاولت الأفعى الهروب. تزحلقت على البلاط. أحضر أبو هاني عصا من نوع خاص. حشرها في الزاوية وأمسكها. استغربت. سمعتُ من الأولاد لاحقا أن أبو هاني يعمل في هذه المهنة. إنه يمسك الأفاعي. تجمع الأولاد لمشاهدة الأفعى الخطيرة التي أمسكها جارنا أبو هاني من رقبتها. لم ينتبهوا الي.
شعرت انه كاد يغمى علي. استلقيت على الأرض من شدة الألم. الأفعى لدغتني لدغة خفيفة.
رامي انتبه الي. لم يذهب معهم. أتى إلي وداعبني. وضع يده على رأسي وتحسس شعري. كأنه يريد أن يشكرني. نظر إلى عيني بابتسامة جميلة. لم أشاهد مثلها في حياتي. مددت لساني بدلال وطويت عنقي.
ثم أخذني الى الطبيب وعالجني. شفيت. عدت الى البيت معززا مكرما.
منذ ذلك الحين صار كلّ أولاد الحارة يحبونني وصرت صديق الجميع. وشعرت أنني اسعد كلب في الدنيا.