جدي يا جدي .. ـ قصة بقلم: نادر أبو تامر
20/01/2008 11:11:17
وجدته يفتح الثلاجة وهو يحمل حذاءه... حين ذهبت لزيارته في الأسبوع الماضي. سألته: لماذا تفعل ذلك.. فأجاب: ... لا أعرف كيف وصلت إلى هنا.. كنت أبحث عن خزانة الأحذية...
[img]
[/img]
استغربت من جدي..
منذ كنت صغيرًا وأنا اشعر بأن اقرب شخص مني هو جدي، فهو صديقي ويروي لي القصص الجميلة...
وجدي، يقرأ ويكتب دائمًا حتى قالوا إنه "أبو قلم"...
لكنه يبحث عن القلم على طاولة المكتب، وقريبا من الكنبة مع أنه في جيبه..
ماذا جرى لجدي؟ تغير كثيرا في الفترة الأخيرة...
قبل أيام طلبت جدتي أن يشتري الخبز والحليب وبعض الأغراض من الدكان... لكنه عاد بدونها....
ولما سألته عن السبب قال: نسيت...
وقبل يومين شاهدته يبحث ويقلب الأغراض وسألني عن عكازه... فكيف أقول له إنه في يده.. لا أحب أن أحرجه..
وطقم الأسنان... يضعه بجانب السرير في غرفته ثم يبحث عنه في المطبخ..
ذات يوم، طلبت منه أمي بأن يذهب إلى الطبيب ويسأله كيف يمكن حل مرض النسيان الذي أصابه..
بعد محاولات عديدة لإقناعه بالذهاب إلى الطبيب غادر جدي البيت برفقتي ورفقة أمي وتوجه إلى الطبيب أحمد، ابن جارتنا أم عصام..
بعد أن أخبرت أمي الطبيب ما جرى مؤخرا، سأل الطبيب جدي عني فقال: هذا حفيدي رامي. ألا تعرفه؟ فأجاب الطبيب: إذن أنت لا تنسى دائمًا.. خذ بعض الأدوية لتحسين حالتك...
أمسكت يد جدي، وبيدي الأخرى يد أمي وفيها الورقة التي كتب عليها اسم الدواء لنشتريه له.
عندما وصلنا إلى بيته، قبلني جدي. وطلب أن أعطيه الدواء ليتناول حبة منه. كنت متأكدا أنه لا يمكن أن ينساني.