مرثية النهر البارد
مدخل:
لنتذكر المراثي .. وما أشبه اليوم بالبارحة ..
ورغم اختلاف الزمان والمكان ..
فان المراثي لا تختلف ..
هذه واحدة على منوال الشاعر الأندلسي
(أبو الطيب الرندي )
صاحب المرثية الأندلسية الشهيرة .
لبنان إن طلب الشرقي عنوان
لبنان إن طلب الغربي أعوان
إن الأمور على أيامنا اختلطت
والسر ذاع وفيك السر إعلان
الموت فيك على أهواء عولمة
شتان أمس وفيك الحرب شتان
نار على( بارد) والغرب قررها
كوني سلاما على آل هنا كانوا
بالأمس لبنان لا رهط يسانده
واليوم يسنده طاغ وطغيان
أهل الخيام بكينا عن تشردكم
واليوم يبكيكم من فيه إيمان
جوع وقتل وتشريد وجائحة
مثل النهار ظلام الليل نيران
في دولة أذعنت للغرب راكعة
لم يستقر لها ركن وأركان
اقرأ على السلم والإسلام فاتحة
شرق اليهود وعرب فيه خلان
من الفرات إلى نيل ستجمعنا
أمومة الغرب أوطان وأطيان
أهلا وطبت مقاما في عروبتنا
يا إسرئيل هنا يرعاك (دحلان)
عهد النخاسة يا (لبنان) عاد بنا
إلى المليك الذي ترعاه غلمان
نحن العبيد بأرض لا ملوك لها
والحكم في أرضنا جور ونقصان
دعم الأعاجم للتدمير ممتهن
الأرض قبر وفيك الشعب أوثان
بالأمس تهزم إسرائيل صاغرة
واليوم تهنأ فالأعداء إخوان
هل من مصائبنا أن يستلذ بنا
عدونا وذيول الغرب من خانوا
مساجد الله دكت إذ يلوذ بها
من كان مطلبه أمن وإيمان
لا حرمة الدين في أرض تقدسه
فالدين كالطين عند القوم سيان
إني أراكم كما قد قال شاعرنا:
(أسرى وقتلى فما يهتز إنسان)
سالت دموعي على خدي فنخوتنا
في خدمة الغرب إن هانوا وان دانوا
أرض العروبة تحت الذل نائمة
تحت الحضيض فهل يبقى لها شان؟