ملحمة المسيلة
أرض المسيلة لو عاد الزمان بها
إلى القديم ، فَاِنَّ المَجْدَ َبانِيْهَا
من أرضها تصنع الأجيال منهلها
حضارة الأمس .. قاصيها ودانيها
روض ومملكة في الأمس خالدة
إمارة لبني حمدون راعيها
هنا (ابن هاني) يقول الشعر ممتدحا
(علي) و(جعفر) والأشعار يحكيها
والعالم (ابن رشيق) نحن نعرفه
كذا (أبو الفضل)نحويها و داعيها
ويستحيل علينا ذكر نخبتها
من خلدوا ..شق أن تحصى ونحصيها
بنى(ابن بولكين) فيها قلعة بَقِيَّتْ
تصارع الدهر من أيام بانيها
فأنجبت علماء الأمس والتحمت
بالشرق والغرب والآيات ترويها
يارب هبني أقول الشعر مرتجلا
عن الحضارة في أسمى معانيها
كالطير يشدو على الأغصان نغمته
فيبدع اللحن في شدو يغنيها
كالنحل ألثم من أزهار جنتها
ذاك المصفى لكل الناس شافيها
كالورد يسحر من ألوان بهجته
من هام بالورد في عشق لماضيها
كالنهر يسري مسيلا في جوانبها
يداعب الوصف في إمتاع واديها
كالشعر عن حبها أتلوه ملحمة
وأحسن الشعر حرف من قوافيها
أرض توارثها الأجيال من زمن
فهل سأمدحها ، أم هل سأبكيها
لله در الذي بالأمس أسسها
من بعدما دمرت من غزو غازيها
نستلهم اليوم من عمران نهضتها
ما جاد أجدادنا في عز ماضيها
وتطرب الآلة الصماء من نغم
ترتاح من أجله الدنيا وما فيها